Cornea

دراسة تؤكد أن قرنية المتبرع يمكن حفظها لوقت أطول

This post is also available in: English

تعتمد الدراسة الجديدة على تحليل لزراعة قرنية بدون أن تتأثر بعد حفظ قرنية الواهب على مدار 11 يوما، مما يوسع من مجموع الأنسجة المتاحة

تشير دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة إلى أن نسيج قرنية الواهب يمكن حفظها لمدة أحد عشر يوما. توصل خبراء المعاهد الوطنية للصحة إلى هذه النتيجة بعد دراسة نجاح عملية زرع لإعادة الرؤية لأشخاص يعانون من مرض بالقرنية. وكان النسيج القرني المستخدم في هذه الزراعة قد تم حفظه لمدة 11 يوما. وأظهرت نتائج تجربة اكلينيكية واسعة على مستوى الدولة أن نسيج قرنية الواهب يمكن حفظه بأمان لمدة أحد عشر يوما دون أن تؤثر مدة الحفظ سلبا على نجاح جراحة الزراعة لإعادة الإبصار لأشخاص يعانون من أمراض بالقرنية. القرنية هي النسيج الشفاف الذي يغطي الجزء الخارجي من العين. في الوقت الحالي، لا تستخدم قرنية الواهب للجراحة بصفة عامة في الولايات المتحدة إذا كان تم حفظها لأكثر من 7 أيام.

Close up of a young child’s eye

توسيع النافذة التي يمكن خلالها اعتبار أنسجة الواهب مناسبة ولو حتى لبضع أيام قليلة يجب أن يساعد في الحفاظ على جودة نسيج الواهب من أجل إتمام إجراءات عمليات الزراعة التي تحفظ البصر. الباحث الأول في الدراسة هو الدكتور جوناثان لاس، من كلية طب جامعة كيس ويسترن ريزيرف ومعهد عيون مستشفيات الجامعة، كليفلاند. وقد تم وضع المرضى بشكل عشوائي ضمن واحدة من مجموعتي علاج. الأولى حصلت على قرنية تم حفظها حتى 7 أيام، والثانية نقلت إليهم قرنية حفظت من 8 إلى 14 يوما.

وافقت هيئة الغذاء والعقاقير الأمريكية على استخدام محاليل لحفظ القرنية بعد وهبها لمدة 14 يوما. وقال لاس: “التعامل الحالي للجراحين باستخدام قرنية تم حفظها لمدة لا تزيد على 7 أيام لا يعتمد على دليل مؤكد”. ومع ذلك، يعرب لاس عن أمله في أن هذا التقليد القائم على رأي سوف يتغير على ضوء الدليل الجديد.

في هذا الجزء المقطعي من قرنية شخص يعاني من ضمور فوكس، المستطيلات الخضراء تمثل خلايا بطانية. النقاط الأرجوانية عبارة عن تضخم في غشاء دسميه (نسبة إلى الطبيب الفرنسي جان دسميه) تعرف بإسم النقاط. النقاط هي أجزاء مرتفعة على السطح الخلفي للقرنية تنمو بشكل أكبر مع تقدم المرض. وأثناء عملية الزرع، يتم نزع غشاء دسمييه والبطانة.

وقد نشر تقريران من دراسة مدة حفظ القرنية التي مولها المعهد الوطن للعيون، التابع للمعاهد الوطنية للصحة، على  الإنترنت يوم 10 نوفمبر الماضي في جاما أوفثالمولوجي (جاما لطب العيون).

قام الباحثون بفحض معدل نجاح الزراعة على مدى ثلاث سنوات بين إجمالي 1090 شخص (1330 عين) خضعوا لعملية الزراعة عن طريق سحب غشاء ديسميه، أجراها 70 جراحا في 40 موقع جراحي.  معظم المرضى خضعوا للزراعة إثر إصابتهم بضمور فوكس في القرنية، وهو مرض يتطور ويؤدي إلى موت الخلايا في الطبقة الأعمق من القرنية والمسماة البطانة الغشائية. موت الخلايا الغشائية جزء طبيعي من تقدم السن. ومع ذلك، فإن مرض فوكس يعمل على تسريع موت هذه الخلية. في مثل هذه الحالات، تصبح زراعة القرنية هي العلاج الوحيد المتاح لإعادة الإبصار. بصفة عامة، لم يتمكن الباحثون من حسم أن معدلات النجاح خلال السنوات الثلاثة كانت هي نفسها بالنسبة للقرنية المحفوظة لفترة 8 إلى 14 يوما مقارنة بتلك التي تم حفظها حتى سبعة أيام (92.1% مقابل 95.%). إلا أنه، من خلال تحليل البيانات، وجدوا أن جانبا كبيرا من الفارق بين المجموعتين كان يعود إلى هؤلاء الذين تلقوا قرنيات حفظت لفترة من 12 إلى 14 يوما. لم يكن هناك فارق حقيقي بين هؤلاء الذين نقلت إليه قرنية تم حفظها حتى سبعة أيام وهؤلاء الذين تلقوا قرنيات حفظت لفترة بين 8 إلى 11 يوما.

وإذا كان المرضى الذين تلقوا قرنيات حفظت من 12 إلى 14 يوما بالفعل كانت معدلات نجاحهم أقل مقارنة بغيرهم، إلا أن د. لاس يؤكد على أن نجاح عملياتهم كان مرتفعا بشكل هائل إذ بلغت النسبة 89.3%, وهو ما يمكن أن يدعم استخدام هذه الأنسجة حسبما تملي عليهم مقتضيات ما هو متاح ومتوافر.

وفي تحليل منفصل لهذه المعطيات، قام الباحثون بتحليل مدى خسارة الغشاء القرني، أي موت الخلايا في الغشاء القرني وهي حالة تحدث باستمرار باعتبارها جزءا طبيعيا من تقدم العمر في القرنيات المزروعة وذلك بعد مرور ثلاث سنوات من عملية الزراعة. وقد نظروا ليعرفوا ما إذا كانت الفروق في مدة حفظ القرنية أثرت على خسارة الغشاء القرني بعد ثلاث سنوات. وقد قاموا بقياس معدل خسارة الغشاء القرني دون أن يقوموا بتدخل جراحي في 945 عين خضعت لجراحة زراعة ناجحة ووجدوا أن القرنيات المحفوظة حتى 7 أيام عانت من نسبة خسارة بلغت 37% من الخلايا مقابل 40% خسارة في القرنيات التي حفظت بين 8 إلى 14 يوما. ومع ذلك، فإن نظرة أخرى عن كثب على المعطيات كشفت أن تأثير مدة حفظ القرنية على موت الخلايا الغشائية كان قابلا للمقارنة من 4 إلى 13 يوما.

من خلال الجمع بين هذه المعطيات والتحليلات معا، فإن تحليلات منفصلة تفحص معدل نجاح الزراعة ومعدل خسارة الغشاء القرني تدعم استخدام القرنية المحفوظة حتى 11 عشر يوما.

في الوقت الحالي، هناك إمداد كاف من قرنيات الواهبين متاحة للمرضى في الولايات المتحدة الأمريكية الذين يحتاجون إلى زرع. في عام 2016، تم إجراء نحو 50000 عملية زرع قرنية ويستغرق الأمر، في المتوسط، حوال ثلاثة إلى أربعة أسابيع فقط لكي يكون هناك نسيج واهب من بنك الدم متاح لجراحة مقررة. ومع ذلك، نسيج القرنية من شخص واهب نادر في أماكن أخرى من العالم وأمراض القرنية هي ثالث أكبر الأسباب في فقد الإبصار خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

تقول د. ماران ماكساي، الباحث في الدراسة، طبيبة أمراض العيون في النظام الصح لجامعة نورث شور، جلينفيو، اللينوي ورئيس جمعية القرنية، وهي جمعية عالمية لجراحي القرنية مقرها الولايات المتحدة، إنه: “بالإضافة إلى كل ذلك، العوامل التي تحقق التوازن بين العرض والطلب في الولايات المتحدة قد تتغير بشكل سلبي مع زيادة عدد السكان الذين يعانون من أمراض قرنية مرتبطة بالسن، وإمداد الواهبين يتأثر بتزايد عدد الأمراض في الواهبين المتوفين مما يجعل قرنياتهم غير قابلة للوهب”. قبل إجراء عملية الزرع، يجب فحص أنسجة الواهب بشكل مكثف من أجل الأمان والجدوى. هذا معناه استبعاد بعض الأمراض المعدية والموجودة لدى لواهب.

من المتوقع أن يلعب هذا الكشف الجديد دورا حاسما في توسيع قاعدة الواهبين لزراعة القرنية. كما أن هناك تقريرين من دراسة مدة حفظ القرنية، الذي موله معهد العيون الوطني، التابع للمعاهد الوطنية للصحة، يحويان تفاصيل الدراسة والنتيجة التي توصلت إليها تم نشرهما أيضا على الإنترنت في صحيفة جاما لأمراض العيون.

حظي البحث بدعم من منح من معهد العيون الوطني.

المراجع:

المعاهد الوطنية للصحة

روزنفاسر، أو. جورج، “تأثير مدة حفظ القرنية جراحة إزالة غشاء ديسميه

نجاح جراحة زراعة القرنية: نتائج تحليل عينة عشوائية”، جاما أوفثامول، نشر على الإنترنت يوم 10 نوفمبر 2017. (DOI:10.1001/jamaophthalmol.2017.4989)

لاس، ه. جوناثان، “فقد غشاء القرنية بعد ثلاث سنوات من نجاح جراحة إزالة غشاء ديسميه

دراسة جراحة زراعة القرنية في دراسة مدة حفظ القرنية”  جاما أوفثامول، نشر على الإنترنت يوم 10 نوفمبر 2017. (DOI:10.1001/jamaophthalmol.2017.4970)

 

Current Issues

India

Arabia


South East Asia