This post is also available in: English
تقييم طبقة الدموع في العين (الجزء 1)
فور وضع العدسات اللاصقة في العين فإنها تنغمر في تكوين معقد بالفعل هو فلم الدموع أو الرطوبة المائية في العين. قدرة هذه الرطوبة المائية في الحفاظ على سلامتها في وجود عدسات لاصقة أمر بالغ الأهمية من أجل ارتداء العدسات بنجاح
عدم استقرار فلم الدموع أو الرطوبة المائية في العين يمكن أن يؤدي إلى قصور في العدسات/ واجهة الدموع، ويتعرض من يرتديها إلى أعراض مثل الجفاف وعدم الراحة، ويقال أنها من أكثر الأسباب شيوعا وراء التخلي عن ارتداء العدسات اللاصقة.
أهمية الترطيب الطبيعي في العين من أجل الحفاظ على راحة العين عند وضع العدسات اللاصقة يعني أنه يجب على طبيب العين أو أخصائي البصريات المتخصص في العدسات اللاصقة أن يقوم بتقييم دقيق وشامل للدموع، قبل وخلال وضع العدسات. هذا المقال المقسم إلى ثلاثة أجزاء يتناول الفحص الإكلينيك لطبقة فلم الدموع أو الرطوبة المائية في العين في وضع العدسات اللاصقة.
فلم الدموع
فلم الدموع، المعروف كذلك بإسم الرطوبة المائية، يلعب دورا متعدد الأغراض في الحفاظ على صحة سطح العين، فهذه الرطوبة لا تحمي وترطب فقط القرنية، لكنها تمثل أيضا أول سطح انكساري للضوء الداخل إلى العين. كان الاعتقاد السائد سابقا هو أن فلم الدموع يضم ثلاث طبقات متميزة هي مخاط، ماء ودهون ومع ذلك، تصف الدراسات المنشورة حديثا، مثل تقرير ديوز 2 حول فلم الدموع، فلم الجموع بأنه هيكل معقد من طبقتين ممتزجتين، يضم طبقة مخاطية وطبقة خارجية دهنية (الصورة 1).
يشير هذا إلى أن الطبقتين المخاطية والمائية أكثر من مجرد سلسلة متصلة، مع وجود تركيز أعلى للطبقة المخاطية الأفرب إلى سطح العين. من المفهوم حاليا أن هذه السلسلة المعقدة تحتوي 20 نوعا من المادة المخاطية، حوالي 1800 بروتين ومكونات أساسية أخرى مثل العلامات الإلتهابية، الأيونات، الأملاح والشوارد. كل واحد من هذه المكونات المختلفة في فلم الدموع يلعب دورا مهما (الجدول 1)، فبينما يوفر المكون المائي الترطيب ويطرح السموم، فإن المواد المخاطية ترتبط بكل من الدهون والماء للمساعدة على استقرار فلم الدموع.
يتمثل دور الطبقة الدهنية الخارجية، التي يعرف أنها تضم 153 نوعا على الأقل من الدهون، في الحد من التبخر وتوتر سطح الطبقة المائية لتجنبب انهياره.
التفاعلات بين فلم الدموع والعدسات اللاصقة
يعتقد أن العدسات اللاصقة المرنة العصرية أكثر سمكا بنسبة تتراوح بين 15 – 30 مرة (صورة 2) من فلم الدموع المتوسط وبالتالي عندما توضع عدسة لاصقة داخل العين ويغمرها فلم العيون من الحيوي الحفاظ على هذا الهيكل.
من المؤكد أن الصفات المادية تلعب دورا في استقرار فلم العيون خاصة مع اختلاف التفاعلات حسب المواد المختلفة.
على سبيل المثال، المواد المصنوعة من هيدروجيل السيليكون تميل إلى ترسيب دهون أكثر وبروتين أقل مقارنة بالمحتوى المرتفع الماء، الهيدروجيل الأيوني. هذه الترسيبات، سواء بروتين أو دهون، يمكنها أن تؤثر على رطوبة العدسات اللاصقة وبالتالي على الراحة والرؤية بمرور الوقت، لذلك فإن وجود الترسبات يجب ملاحظته ومعالجته.
تقييم فلم الدموع
تقييم فلم الدموع بدقة مسألة صعبة نظرا لأنها طبقة شفافة، صغيرة في حجمها (قرابة 8 ميكرولتر) ورفيعة نسبيا (2-5 ميكرومللي. كما أن أسلوب التقييم يؤدي إلى تدفق الدموع بشكل طبيعي مما يؤثر على النتائج.
وبشكل عملي، يمكن تقييم فلم الدموع من خلال مجموعة طرق تتفق مع جوانب عديدة من ممارسة العدسات اللاصقة، ويظل المصباح المشقوق هو الأداة التي غالبا يستخدمها المسؤولون عن ضع العدسات اللاصقة، ذلك أن طبيعة التكبير العالية والبصريات الممتازة لهذا الجهاز تسمح بمراقبة دقيقة لهيكل وسلامة فلم الدموع
كما يمكن استخدام مقياس القرنية، إذا كان متاحا، لتقييم استقرار فلم الدموع من خلال مراقبة وضوح الرطوبة بين طرفة العين والأخرى. مع التقدم في تكنولوجيا تشخيص وعلاج جفاف العين، يمكن العثور على أجهزة أكثر تطورا في الممارسة الإكلينيكية يمكنها أن توفر معلومات لا تقدر بثمن عن فلم الدموع.
وبينما تستخدم هذه الأجهزة أساسا للتعامل مع جفاف العين، إلا أنه يجب النظر في استخدامها أيضا لدى قيام أطباء وممارسي العدسات اللاصقة بتقييم فلم الدموع.
سوف ينظر هذا المقال في التقنيات التي يمكن أن تناسب بسهولة الفحوص الروتينية للعين وتحديد العدسات اللاصقة المناسبة، بينما يتم أيضا تقييم قيمة التكنولوجيا الأحدث.
يمكن تقسيم تقييم فلم الدموع إلى مجالين: تقييم كمية الدموع (الحجم) ونوعية الدموع (الاستقرار). كل سوف يتم النظر فيه بدوره.
(يستكمل في المقال القادم)
الكاتب: ماري تيريز هول*
الناشر: ريتشيل هيسكوكس.*
* ماري تيريز هول طبيبة عيون وعضو هيئة تدريس استشاري مدفوع الأجر في معهد جونسون آند جونسون، المملكة المتحدة ومستشارة للشؤون المهنية لشركة جونسون آند جونسون فيجن.
الدكتورة راشيل هيسكوكس هي مديرة التعليم والتطوير المهني، المملكة المتحدة وأيرلندا لشركة جونسون آند جونسون فيجن كير.
هذه المقالة هي جزء من سلسلة منقحة ومحدثة بعنوان "ممارسة العدسات اللاصقة الأساسية"، التي كتبها في الأصل جين فيس، جون مايلر وإيان ديفيز.
تم إنتاج هذه المقالة دون مزيد من المدخلات أو المراجعة من المؤلفين الأصليين.
مراجع: