This post is also available in:
البريق الدائم
لقد كان سواروفسكي دائما هو من يحدد معنى البريق. وفي السنوات الأخيرة، على الأقل فيما يتعلق بالنظارات، كان معنى البريق المقصود أقل اقترانا باللمعان وأكثر ميلا لمعنى أن تكون ملحوظا ومتميزا وسط الحشود. ومثلما هو الحال دائما، لقد لفت هذا المعنى نظر الجميع
بدأت قصة سواروفسكي عام 1892، عندما قام دانييل سواروفسكي، المولود في بوهيميا لأب يعمل بقطع الكريستال وأم ربة منزل، ببناء آلة تقطع الكريستال بدرجة عالية جدا من الدقة تجعله شبيها بالماس. وعقب هذا الابتكار، قام دانييل، الذي أصبح وقتها قاطع كريستال من الدرجة الأولى، بنقل أعماله إلى واتنز بحثا عن سوق أفضل وفرص أفضل. وقال الأسطورة في لقاء مع أحد الصحفيين: "كانت السوق صغيرة جدا ومنتجنا رائعا جدا."
كان الانتقال إلى واتنز نعمة خفية، إذ بدأ سواروفسكي يلبي احتياجات باريس – عاصمة الموضة، ويضع فصوص الكريستال في مقدمة الموضة ليصبح صيحة رائجة. وسرعان ما كان دانييل يقوم بتوريد الكريستال إلى أكبر المصممين في ذلك الوقت. لكن كعلامة تجارية، كان أول انتاج كبير له هو الزجاج العاكس المستخدم في ضوء المرور. وظل الوضع قائما حتى عام 1895، عندما قام دانييل وهو لا يزال شابا (32 عاما) بتأسيس شركته الخاصة "سواروفسكي كريستالز" جنبا إلى جنب مع صهره فرانز وايس وصديقه الحميم أرمون كوزمان.
وبحلول عام 1907، أصبحت سواروفسكي أول شركة تمتلك مصنعها الخاص الذي يعمل بالطاقة الكهرومائية، وهو ما أضاف نقطة أخرى في صالح سواروفسكي، الذي أصبح الآن، يرافقه أبناؤه الثلاثة، يختبر المزيد من الطرق لصقل الكريستال. وكان حلمه، كما قال أحد المسؤولين لاحقا، هو أن يجعل الكريستال "يبرق" أفضل من الماس. وأدى العمل الشاق وابداع العائلة إلى ابتكار "ترايوليت" وهي آلة يمكنها أن تقطع الكريستال بشكل أقرب إلى تقطيع الماس والمجوهرات.
نصر آخر حققه سواروفيسكي بعد سنوات قليلة لاحقة عندما وجد "سواريفليكس" ولم يكن الكريستال قد عرف قبلها إلا باعتباره قطعا من زجاج مقطوع. كان اللمعان أفضل كثيرا من بعض الأحجار الكريمة المتاحة في ذلك الوقت. وفي وجود التكنولوجيا المتوفرة، بدأ سواروفسكي في تصنيع "الزخارف" – وهي بالأساس قطع من الكريستال مخصصة لتستخدم في الأشرطة، الدانتيل، الملابس والاكسسوارات.
وفي منتصف الخمسينات من القرن العشرين، وبمساعدة مصمم أزياء موهوب اسمه كريستيان ديور، ابتكر سواروفسكي طبقة طلاء جعلت كريستالاته ما هي عليه اليوم. ويقال أن مانفريد سواروفسكي، حفيد دانييل، كان وراء هذه المبادرة. هذا الطلاء "الخفي" منح الكريستال بريقا فريدا وتنوعا جعل من الممكن استخدامه في صنع قطع فنية – أول هذه القطع سلسلة من مكونات الثريا المعلقة، وبعضها لا يزال يزين قصر فرساي.
وجاءت السبعينات والثمانيات لتثبت أنها فترة متميزة لشركة سواروفسكي حيث ظهرت الكثير من ابتكاراته المهمة في هذه السنوات. بدأ سواروفسكي العمل مع مصممي أزياء أصحاب شخصية وبصمة متفردتين مثل شانيل وديور لصنع كريستال خاص للمجوهرات من أجل قطع معينة من الاكسسوارات. كانت واحدة من أهم نقاط البيع الفريدة لمبتكرات سواروفسكي هي عنصر "البريق" الكلاسيكي الذي تمنحه الكريستالات لمصممه، دون أن تبدو زهيدة أو مجرد قشور. هذا هو السبب في أن الكثيرات من شهيرات المجتمع، ومنهم الأميرة ديانا، الممثلة أوما ثورمان وعارضة الأزياء كيت موس، أصبحن لا إراديا من الرعاة المعروفين للعلامة. في الواقع، لقد أعادت موس إلى مقدمة الصرعات فستان سواروفسكي الشهير في العشرينات عندما أرتدته في أول موعد لها مع جوني ديب عام 1994.
وفي عام 1989، كشف دانييل سواروفسكي عن خط اكسسوارات الأزياء الراقية والقطع الفنية الزخرفية من الكريستال ليجتاح عالم الموضة. ويقال إن مايكل جاكسون، أسطورة موسيقى البوب، استخدم أكثر من 30000 قطعة كريستال سواروفسكي في ملابسه واكسسواراته على المسرح. كما أن ديفيد بيكهام، معشوق عالم كرة القدم ومعجب سواروفسكي الكبير، قام بتعديل خاص على مشغل موسيقى أم بي 3 الخاص به بإضافة 12000 قطعة كريستال سواروفسكي كلاسيكي.
كما تصدر محمول باريس هيلتون الأنباء لأنه أول نسخة خاصة من سواروفسكي تصدر منذ عام 1993، عندما طرحت الشركة خط "كريستال ميموريز" للبيع. وقد أصبحت القطعتان اللتان طرحتا قبل الكشف النهائي عن الخط – الشوبك وإناء القهوة – تساويان ثروة اليوم.
وفي 2003، بدأ سواروفسكي ابتكاره "كريستال فابريك" أو أقمشة الكريستال. وكان خط الأزياء الراقية "رانواي روكس" قد أعد خصيصا احتفاء بدخول سواروفسكي رسميا عالم الموضة. ومنذ ذلك الوقت، يمكن أن نؤكد أن كل نجمة من نجمات العالم قد ارتدت فستانا واحدا على الأقل يحمل كريستالات سواروفسكي عليه.
ملكة انجلترا هي الأشهر بينهن إذ احتفلت بمرور ستين عاما على حكمها وهي ترتدي فستانا من تصميم أنجيلا كيلي مغطى بكريستال سواروفسكي.
دخول سواروفسكي سوق النظارات الشمسية كان بالأحرى باعتباره مورد اكسسوارات للعلامات التجارية الأخرى. ومن ديور إلى ميو ميو، إلى بيرسول إلى فاراجامو وبولجاري – كان لعملاق الكريستال مساهماته البديعة مع أكبر بيوت الأزياء الراقية. واحدة من أبرز نظارات سواروفسكي المتميزة هي الإطار المزخرف الذي ارتدته ايما طومسون، روبرت باتيسون، ريان جوسلينج، سلمى حايك، فيكتوريا بيكهام، كيت بيري وحتى ليدي جاجا.
ومع ذلك، على الرغم من الشهرة المبكرة والخبرة في علم صناعة البصريات الدقيقة، انتظرت سواروفسكي حتى عام 2011 لتدخل مجال صناعة نظاراتها الشمسية الخاصة – التي تباع تحت علامة سواروفسكي مع شعار البجعة الخاص بالعلامة.
أحدث نظارة شمسية من سواروفسكي
أحدث نظارة شمسية من سواروفسكي تظهر "لمعانا" أقل و "تميزا" أكثر، وهو ما يعنيه البريق في النهاية. إنها خطوة مثيرة للإهتمام ويبدو أنها اجتذبت اهتمام عالم الموضة
ماكرو بافيه
جريئة، جميلة وجاهزة لمواجهة الشمس والأضواء، هذه النظارات تضم كريستالات كبيرة الحجم مقطعة بدقة رصعت بها مقدمة النظارة كأنها "رصفت" لتمنح النظارة لمسة غير متوقعة في وضع الكريستال تجذب الانتباه مع كل نظرة.
دولشيس
فن البوب يصطدم بقطع الكريستال المقطوعة بدقة والتي تبدو وكأنها تنتمي لمجموعة دولشيس للمجوهرات من سواروفسكي التي تتميز بأنها ناعمة وقوية في الوقت نفسه. ومن أجل الباحثات عن طاقة فنية يحملنها معهن إلى المنزل، هذه الإطارات العصرية المنحوتة تتحدى كل من ينظر إليها.